تتناول الدراسة الحراكات المكانية والسياسية المتعددة التي شهدها السودان في ثمانينيات القرن العشرين، والتي أعادت تشكيل الأوضاع الثقافية في إقليمه الأوسط، وترصد كذلك الكيفية التي حوّلت بها مفاهيم الفنون البصرية والعمارة وممارساتها، وساهمت في تحفيز مشاركة المثقفين والفنانين في ثورة 2019. وتعتمد الدراسة مادة ميدانية جُمِعت عن طريق المقابلة مع اثنين وعشرين فنانًا ومصممًا، مستعينين في ذلك بمنهج نوعي - كمي مركب، يعمد إلى تحليل أساليب بعض الفنانين الذين استُعين بهم في العينة. وتوصلت الدراسة إلى أن حراكات الثمانينيات أتاحت السبل لتجسير الهوة بين الفن والمجتمع، فحررت الفنانين من الالتزام السياسي المباشر، وواشجتهم بفضاء المجتمع الواسع، وذلك وفقًا لطرائق متنوعة، حسب تنوع الفئات العمرية للفنانين.